تقارير

المهندس مصطفى عبيد لـ«الاقتصادى»: نستهدف توطين صناعات جديدة باستثمارات 20 مليار دولار

4-9-2024 | 16:23

كتبت‭:‬ سلوى‭ ‬يوسف

 

كشف‭ ‬المهندس‭ ‬مصطفى‭ ‬عبيد‭ ‬مدير‭ ‬مشروعات‭ ‬بمبادرة‭ ‬ابدأ،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬تستهدف‭ ‬إقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬صناعية‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭ ‬باستثمارات‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مساعى‭ ‬المبادرة‭ ‬تستهدف‭ ‬أن‭ ‬يغطى‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبى‭ ‬نسبة‭ ‬جيدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المستهدفة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتكوين‭ ‬محفظة‭ ‬استثمارية‭ ‬ضخمة‭ ‬لتوفر‭ ‬فرصا‭ ‬لإقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬صناعية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬توطين‭ ‬الصناعة‭.‬

وقال‭ ‬عبيد،‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ”الاقتصادى”،‭ ‬إن‭ ‬المبادرة‭ ‬استهدفت‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لها‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬الصناعات‭ ‬التى‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬واردات‭ ‬كبير،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تقليل‭ ‬الفاتورة‭ ‬الاستيرادية،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الدولار،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬توطين‭ ‬23‭ ‬صناعة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬8‭ ‬قطاعات‭ ‬رئيسية،‭ ‬هى‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الهندسية،‭ ‬والتعدين‭ ‬والطاقة،‭ ‬والصناعات‭ ‬المعدنية،‭ ‬والأسمدة‭ ‬والكيماويات،‭ ‬والأجهزة‭ ‬المنزلية‭ ‬ومستلزماتها،‭ ‬والخامات‭ ‬الدوائية،‭ ‬والصناعات‭ ‬الغذائية،‭ ‬والصناعات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والإلكترونية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالى‭ ‬استثمارات‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬بلغ‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬1‭.‬23‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬منها‭ ‬50‭ % ‬تمثل‭ ‬استثمارا‭ ‬أجنبيا‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬تحقق‭ ‬وفرا‭ ‬فى‭ ‬الواردات‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬750‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬كما‭ ‬تخطط‭ ‬المبادرة‭ ‬لافتتاح‭ ‬24‭ ‬مشروعا‭ ‬صناعيا‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬لتوطين‭ ‬الصناعة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة،‭ ‬ومن‭ ‬المستهدف‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬توفيرا‭ ‬فى‭ ‬الواردات‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬37‭ ‬فرصة‭ ‬مستقبلية‭ ‬تتم‭ ‬دراستها‭ ‬حاليا‭.‬

وقال‭ ‬عبيد‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬المبادرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مستهدفها‭ ‬لتوطين‭ ‬الصناعة،‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭ ‬والتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬كبار‭ ‬المستثمرين‭ ‬وقطاعات‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة‭ ‬المعنية‭ ‬بملف‭ ‬الصناعة‭ ‬وآليات‭ ‬عمله‭ ‬وتشريعاته،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يقرب‭ ‬الرؤى‭ ‬ويساعد‭ ‬فى‭ ‬تعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬توطين‭ ‬الصناعة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجلسات‭ ‬مع‭ ‬المستثمرين‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬المشكلات‭ ‬والمعوقات‭ ‬التى‭ ‬تعرقل‭ ‬النشاط‭ ‬الصناعى،‭ ‬وذلك‭ ‬بما‭ ‬يساعد‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬مناخ‭ ‬استثمارى‭ ‬آمن‭ ‬ومطمئن‭ ‬للمستثمر‭ ‬الأجنبى‭ ‬وداعم‭ ‬للمستثمر‭ ‬المحلى‭.‬

وتابع‭: ‬تتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمكاتب‭ ‬استشارية‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عال‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والجودة‭ ‬لبحث‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وتقديم‭ ‬الاستشارات‭ ‬المطلوبة‭ ‬والتى‭ ‬تلقى‭ ‬قبولا‭ ‬وتفهما‭ ‬جيدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركاء‭ ‬الأجانب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬الشركاء‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬المهنية‭ ‬والتدقيق‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬نجاح‭ ‬الاستثمار،‭ ‬كما‭ ‬تهتم‭ ‬المبادرة‭ ‬بمشاركة‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬المختلفة‭ ‬مع‭ ‬المصنعين‭ ‬المصريين‭ ‬لقرنائهم‭ ‬الأجانب،‭ ‬مشيدا‭ ‬بجهات‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬مساعيها‭ ‬الحثيثة‭ ‬لتذليل‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬أمام‭ ‬مستثمرى‭ ‬ابدأ‭ ‬الأجانب‭ ‬والمصريين‭ ‬لتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬مضاعفة‭ ‬استثماراتهم‭ ‬داخل‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭.‬

وبسؤاله‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬العقبات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬قال‭ ‬مدير‭ ‬المشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬بمبادرة‭ ‬ابدأ،‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬استكمال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬مشروعات‭ ‬المبادرة،‭ ‬كذلك‭ ‬الحاجة‭ ‬لخلق‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬جديدة‭ ‬مرفقة‭ ‬ومجهزة‭ ‬تستوعب‭ ‬المصانع‭ ‬الجديدة،‭ ‬أيضا‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬التمويل‭ ‬المحلى،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬وقلة‭ ‬التمويل‭ ‬طويل‭ ‬الأجل،‭ ‬وهى‭ ‬مشكلة‭ ‬تمثل‭ ‬عائقا‭ ‬خطيرا‭ ‬أمام‭ ‬الاستثمار‭ ‬الصناعى،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬التمويلات‭ ‬للشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭.‬

وأردف‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬توطين‭ ‬الصناعة‭ ‬أيضا‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬المدربة‭ ‬والمؤهلة‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬الصناعات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬تداركته‭ ‬“ابدأ”‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬جهود‭ ‬قطاع‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬بالمبادرة،‭ ‬متمثلا‭ ‬فى‭ ‬مدرستى‭ ‬ابدأ‭ ‬التقنيتين‭ ‬ببدر‭ ‬وبدمياط،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدورات‭ ‬القصيرة‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬ابدأ‭ ‬بصورة‭ ‬دائمة‭ ‬ومتكررة‭ ‬للعمالة‭ ‬المختلف‭ ‬بالمصانع،‭ ‬بهدف‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬العامل‭ ‬المصرى،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬للتعليم‭ ‬الفنى‭ ‬والتقنى‭ ‬بمشاركة‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمتبنيين‭ ‬لتطوير‭ ‬المدارس‭ ‬الصناعية‭.‬

وأشار‭ ‬عبيد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعديلات‭ ‬عديدة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتيسير‭ ‬الإجراءات‭ ‬وطمأنة‭ ‬المستثمرين‭ ‬المحليين‭ ‬والأجانب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الفرص‭ ‬التصنيعية‭ ‬وجذب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة‭ ‬للقطاع‭ ‬الصناعى‭.‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬مستوى‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المستخدمة‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬المصرية‭ ‬القائمة،‭ ‬يعد‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬الواجب‭ ‬الوقوف‭ ‬عليها‭ ‬وحلها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تنبهت‭ ‬إليه‭ ‬المبادرة‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬فى‭ ‬مشروعاتها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمبادرة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬توطين‭ ‬صناعات‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬بمصر،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬استهداف‭ ‬أحدث‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬الصناعية،‭ ‬بهدف‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬بدخول‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬شركاء‭ ‬فى‭ ‬المشرعات‭ ‬الصناعية‭ ‬لضمان‭ ‬إمدادها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭.‬

وأكد‭ ‬عبيد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الأساسية‭ ‬لمبادرة‭ ‬ابدأ‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬تقليل‭ ‬الفاتورة‭ ‬الاستيرادية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وفارق‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الدخل‭ ‬الأجنبى‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭ ‬الصناعية‭ ‬المصرية،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استمرار‭ ‬السعى‭ ‬لتوطين‭ ‬صناعات‭ ‬جديدة‭ ‬داخل‭ ‬السوق‭ ‬المصرى‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬والعلامات‭ ‬التجارية،‭ ‬أيضا‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬النفاذية‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوروبية‭ ‬بتنافسية‭ ‬أفضل‭ ‬سعرا‭ ‬وجودة‭ ‬لزيادة‭ ‬تدفق‭ ‬الصادرات‭ ‬وزيادة‭ ‬الدخل‭ ‬الأجنبى‭ ‬منها‭.‬