المدير المصرى للمصنع 225 : مليون دولار صادرات مستهدفة هذا العام ترتفع إلى 315 مليون عام 2027 ثم 500 مليون دولار فى 2030
كتب: ربيع شاهين
حين يكون الاستثمار مصريا أو عربيا أو أجنبيا كما ينبغي، يسهم فى إنعاش الاقتصاد الوطنى ويضمن أولوياته وربما على رأسها بناء الإنسان لابد أن نسلط الضوء عليه، خاصة أن القطاع الخاص والأجنبى تحديدا قد يوصم بأنه شعاره “اكسب واهرب”، وحتى الوطنى لا يفلت من هذه التهمة، وأنه لا يهتم هذا أو ذاك بمسئوليته الاجتماعية، تجاه العاملين.
وخلال جولة تفقدية للمصانع التركية العاملة فى مصر التى يحرص السفير التركى “صالح موطلو شن” على متابعتها وتسليط الضوء عليها كان لـ”الاقتصادى” زيارة لمصنع جيدتيكستايل، أحد المصانع التركية الذى يعمل فى مجال الملابس والمنسوجات.
تأسس هذا المصنع عام 2008 وتواصل العمل به طيلة سنوات القطيعة التى تلت ثورة 30 يونيه.
وهذه نقطة تحسب لنظامى الحكم إذ لم تتأثر حركة التجارة والتعاون بينهما بالمناخ السياسى الملبد.
وكان أهم عنصر لمسته فى هذا المصنع هو حرصه على بناء الإنسان، أو كما يقال الاستثمار فى البشر “ سواء كان العامل بالمصنع رجلا أو سيدة” واحترام آدميته وتوفير كل سبل ومناخ الإبداع وإعطائه كل حقوقه.
ومع بدايته - أى المصنع - حرص القائمون عليه من الإدارة المصرية والتركية على تدريب العاملين هنا فى مصر وتأهيلهم للوظائف التى يشغلونها بكل الأقسام.
واللافت أن الإدارة وضمن خطتها وسياستها وفرت للعاملين كل سبل الراحة والمناخ المواتى من وسيلة انتقال مجانية ذهابا وإيابا من مناطق إقامتهم بالمحافظات المحيطة بالقاهرة والشرقية والإسماعيلية.
كما وفرت لهم وجبة مجانية ساخنة إلى جانب حضانة للأمهات لرعاية أطفالهن وهى مجانية أيضا. وراتبا حده الأدنى 6 آلاف جنيه صافيا من الضرائب والتأمينات والعلاج ووسيلة الانتقال.
ويلفت الانتباه إلى أنه رغم كل هذه الأعباء والمصروفات حقق المصنع أرباحا ضخمة خلال العام الحالى تغطى كل هذه النفقات ومخطط له أن يتسع بتشييد أفرع أخرى له فى برج العرب والإسماعيلية وأن يزيد عدد العاملين به من 7 آلاف إلى 15 ألف بحلول عام 2030.
وحرصت الشركة على تشييد مسجد كبير داخل المصنع يحمل أحد أسماء السيدات الأتراك الشهيرات، والأهم أن رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى قام بزيارته، وكذا وزير الإسكان الذى وفر له المساحات المطلوبة من الأرض لتنفيذ أى توسعات.
تستهدف الشركة زيادة الاستثمارات فى مصر بسبب الثقة فى كفاءة وقدرة العمالة المصرية التى استطاعت أن تجلب ثقة أكبر العلامات التجارية فى العالم مثل نايكى بتحقيق المستوى الذهبى فى الالتزام بمواعيد الشحن لإحدى عشر سنة على التوالى.
لا تتوقف المجموعة عن التوسع, ففى الأعوام الخمسة الأخيرة قامت بمضاعفة العمالة والمساحة والسعة الإنتاجية لثلاثة أضعاف.
وخلال عام 2024 الجارى حققت الشركة 220 مليون دولار مبيعات, كما أنه تمت إضافة 228 ألف متر مربع فى العاشر من رمضان، وكذلك 60 ألف متر مربع فى برج العرب.
كما تستهدف الشركة الوصول إلى 20 ألف عامل ومبيعات تقدر بـ500 مليون دولار فى مصر بحلول عام 2030.
وقال المدير المصرى للمصنع المهندس محمد سامح فى تصريحات خاصة لـ”الاقتصادى” إن المستهدف هذا العام تصدير 225 مليون دولار حسب الخطة الموضوعة سوف يرتفع إلى 315 مليون دولار بحلول عام 2027 ثم 500 مليون دولار بحلول عام 2030.
وأضاف :نحن رافد قوى وأساسى لدخول العملة الأجنبية ما ينعكس على الاقتصاد الوطنا، ولا يوجد أى تقاطع أو تعارض مع الصناعات الوطنية المماثلة ونحن نرفع من ثقافة وجود المنتج ومهارات العمالة، ما يمثل استفادة لبعض الشركات العاملة معنا فى المجال نفسه بصورة غير مباشرة مع توضيح أن رأس المال تركى لكننا شركة مصرية من الإدارة إلى جميع العاملين.
وأضاف: نتعامل مع كل القوانين بمنتهى الشفافية والنزاهة، كغيرنا متأثرين بالتضخمين الداخلى والعالمى، ولكن هذه هى مسئوليتنا كإدارة محترفة فى التعامل مع الأزمات.