تأمين

تغطية الرسائل البحرية تأمينيا تحد من خسائر “العوارية العامة”

4-9-2024 | 16:23

أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬ناصر‭ ‬عبد‭ ‬الرءوف،‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬النيل‭ ‬للتحكيم‭ ‬التأمينى‭ ‬والتجارى،‭ ‬أن‭ ‬التغطية‭ ‬التأمينية‭ ‬للرسائل‭ ‬البحرية‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬تغطية‭ ‬خسائر‭ ‬العوارية‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬اصطلاح‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬هو‭ ‬اصطلاح‭ ‬شديد‭ ‬الخصوصية‭ ‬والارتباط‭ ‬بقطاع‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬والتأمين‭ ‬البحرى،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الخسارة‭ ‬على‭ ‬مفهومها‭ ‬الطبيعى‭ ‬تدور‭ ‬بين‭ ‬الخسارة‭ ‬الكلية‭ ‬للشىء‭ ‬أو‭ ‬الخسارة‭ ‬الجزئية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خسارة‭ ‬عامة‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬أو‭ ‬خسارة‭ ‬خاصة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اصطلاح‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬يأخذنا‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬أكثر‭ ‬خصوصية‭ ‬حول‭ ‬مفهوم‭ ‬هذا‭ ‬الاصطلاح‭.‬

وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الرءوف‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ”الاقتصادى”،‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬تتباين‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬عن‭ ‬الخسارة‭ ‬العامة‭ ‬كون‭ ‬الثانية‭ ‬تكون‭ ‬خسارة‭ ‬قدرية‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬للإنسان‭ ‬فيها‭ -‬والمقصود‭ ‬بعدم‭ ‬تدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬فيها‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يتعمد‭ ‬إحداثها‭- ‬وذلك‭ ‬عكس‭ ‬الأولى‭ -‬العوارية‭ ‬العامة‭- ‬فهى‭ ‬خسارة‭ ‬متعمدة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬ربان‭ ‬السفينة‭ ‬بهدف‭ ‬إنقاذ‭ ‬الرحلة‭ ‬البحرية‭ ‬بعناصرها‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فأن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬هى‭ ‬كون‭ ‬التضحية‭ ‬بالخسارة‭ ‬تتم‭ ‬بشكل‭ ‬عمدى‭ ‬ومقصود،‭ ‬فهى‭ ‬تضحية‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية،‭ ‬حيث‭ ‬يلجأ‭ ‬مثلا‭ ‬ربان‭ ‬السفينة‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬البضاعة‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬لتخفيف‭ ‬الحمولة‭ ‬بهدف‭ ‬إنقاذ‭ ‬باقى‭ ‬عناصر‭ ‬الرحلة‭ ‬البحرية،‭ ‬أو‭ ‬يقوم‭ ‬بإلقاء‭ ‬بضائع‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة‭ ‬أو‭ ‬الاشتعال‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬حريق‭ ‬فى‭ ‬السفينة‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره‭ ‬وبهدف‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬أما‭ ‬عناصر‭ ‬الرحلة‭ ‬البحرية‭ ‬التى‭ ‬يسعى‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬فهى‭ ‬السفينة‭ ‬والبضاعة‭ ‬والنولون،‭ ‬وعملية‭ ‬الرمى‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬تخضع‭ ‬لضوابط‭ ‬وأعراف‭ ‬منطقية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إلقاء‭ ‬البضاعة‭ ‬ذات‭ ‬الأوزان‭ ‬الكبيرة‭ ‬والثمن‭ ‬المنخفض،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مبادئ‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬نجدها‭ ‬قد‭ ‬استقرت‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬البحرى‭ ‬الدولى‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬وأصبحت‭ ‬ترمى‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬البحرية‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬لتسد‭ ‬النقص‭ ‬وتفسر‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعتريها‭ ‬من‭ ‬غموض‭.‬

وقال‭ ‬عبد‭ ‬الرءوف‭: ‬إن‭ ‬التغطية‭ ‬التأمينية‭ ‬للرسائل‭ ‬البحرية‭ ‬وللسفن‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬تغطية‭ ‬الخسارة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬العوارية‭ ‬العامة،‭ ‬فوفقا‭ ‬لشروط‭ ‬تغطيات‭ ‬التأمين‭ ‬البحرى‭ ‬السارية‭ ‬والمطبقة‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصرى‭ ‬وهى‭ ‬الشروط‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬مجمع‭ ‬مكتتبى‭ ‬التأمين‭ ‬بلندن،‭ ‬بمستويات‭ ‬التغطية‭ ‬الثلاثة‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬أ،‭ ‬ب،ج،‭ ‬فأنها‭ ‬جميعا‭ ‬تتضمن‭ ‬شرط‭ ‬تغطية‭ ‬العوارية‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬شرط‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬تعريف،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التأمين‭ ‬يغطى‭ ‬نصيب‭ ‬البضاعة‭ ‬المؤمنة‭ ‬فى‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬ومصروفات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬البحرى،‭ ‬التى‭ ‬تتم‭ ‬تسويتها‭ ‬أو‭ ‬تقريرها‭ ‬وفقا‭ ‬لعقد‭ ‬النقل‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬القانون‭ ‬والعرف‭ ‬السائد،‭ ‬عدا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مستثنى‭ ‬فى‭ ‬الشروط‭ ‬4،5،6،7‭ ‬أو‭ ‬خلافها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التأمين،‭ ‬ونجد‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬للتأمين‭ ‬البحرى‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬فى‭ ‬تغطية‭ ‬نصيب‭ ‬صاحب‭ ‬البضاعة‭ ‬عن‭ ‬حصته‭ ‬فى‭ ‬العوارية‭ ‬العامة،‭ ‬فإن‭ ‬لها‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬ضمان‭ ‬تسوية‭ ‬العوارية‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬بإصدار‭ ‬تعهد‭ ‬بدفع‭ ‬نصيب‭ ‬صاحب‭ ‬البضاعة‭ -‬الشاحن‭- ‬فى‭ ‬العوارية‭ ‬العامة‭ ‬فيتمكن‭ ‬بموجبه‭ ‬من‭ ‬استلام‭ ‬البضاعة‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬ويتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها،‭ ‬ولولا‭ ‬هذا‭ ‬التعهد‭ ‬ما‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬استلام‭ ‬بضاعته‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬يلتزم‭ ‬بتقديم‭ ‬ضمانات‭ ‬مالية‭ ‬بنكية‭ ‬ترهقه‭ ‬ماليا‭ ‬وإجرائيا،‭ ‬وبالتالى‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الضمان‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬لاستلام‭ ‬مالك‭ ‬الشحنة‭ ‬للرسالة‭ ‬البحرية‭ ‬وتعهد‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬بأنه‭ ‬سيشارك‭ ‬بنصيبه‭ ‬فى‭ ‬تسوية‭ ‬المطالبات‭ ‬المتعلقة‭ ‬به‭.‬